الإنفجار التقني والمعلوماتي في حاضر المعلم والطالب وتأثيره على العملية التعليمية

حوار في صف دراسي :

في موقف صفي كالمعتاد كان المعلم يبذل أقصى جهد ليوصل إلى طلابه المعلومات والمفاهيم شارحا في السبورة مرة وبالنموذج على الطاولة تارة وبتقريب الفكرة إلى أذهانهم من خلال التمثيل والتشبيه مرة أخرى وقد كان الطلاب يستقبلون تلك المفاهيم والمعلومات وينقلون ما يمليه عليهم المعلم  أو يكتبه في السبورة  في دفاترهم .

ولكون مفاهيم الدرس وأهدافه أكثر إتساعا من أن ينتهي  المعلم من تدريسها في حصة واحدة أو يستوعبها الطلاب في تلك الحصة كان لا بد من استكمالها في حصص لاحقة لذلك أشار المعلم هنا للطلاب أن يبحثوا عن إجابات محددة حول بعض المفاهيم والمعلومات التي سيدرسونها في الحصص القادمة وهنا طرح أحد الطلاب سؤال يستفسر من المعلم فقال : هل يمكن أن أبحث يا أستاذي عن إجابات لتلك الأسئلة في شبكة المعلومات العالمية ؟

أجاب الأستاذ : نعم يمكنك ذلك

أجاب الطالب : شكرا يا أستاذ ولكن أين ؟ فشبكة المعلومات شبكة مترامية الأطراف

أجاب الأستاذ : فعلا هي شبكة مترامية الأطراف دعني أفكر لأساعدك في ذلك فالبحث للحصول على المعلومات يقوم على أسس وقواعد يجب على من يبحث أن يتبعها ليوفر الوقت والجهد ويحصل على نتائج جيده  

كان أحد الطلاب منصت بشدة إلى حوار الأستاذ مع زميله وكأنه يفكر في شيء ما ليقوله لاحظ المعلم ذلك فبادره بالسؤال

كأنك تفكر في شيء ما لتقوله ؟

أجاب الطالب : نعم يا أستاذ أفكر في البحث عن مقاطع فيديو تشرح المفاهيم التي تعلمناها اليوم والمفاهيم التي سندرسها في الحصص القادمة بإذن الله لكن والدي شدد عليَِّ أكثر من مرة أن موقع الفيديو الذي أتصفحه يحتوي على الكثير من المقاطع  الذي لا تتناسب مع أخلاق مجتمعنا وقيمه لذلك منعني من الدخول إليه وأنا أحترم رغبته كونه أبي وكونه يخاف علي ولم أرغب في تصفح الموقع دون علمه بعد ذلك ولكن الموقع  يحتوى في مقابل ذلك على الكثير من العلوم النافعة والمفيدة فهل يمكن أن تساعدني يا أستاذ في إقناع والدي للسماح لي بتصفح موقع الفيديو للبحث عن مقاطع فيديو تساعدني في دراستي وهل هناك من طريقة آمنة لتصفح هذا الموقع .

أجاب الأستاذ : فعلا تحتوى مواقع الفيديو على مقاطع لا تتوافق مع ثقافتنا كمجتمع مسلم محافظ ولكن أعتقد أن هناك طرق لتصفح تلك المواقع بشكل آمن سأبحث عنها وأرجع إليك بإجابة شافية بإذن الله

بعدها تدخل طالب آخر بعد أن أذن له الأستاذ  قائلا : أستاذ  ولَدي أنا أيضا مشكله أتمنى أن أجد لها حلا عندك لدي مجموعة من الأصدقاء وأنا منهم  نستخدم هواتفنا النقالة في التراسل عبر برامج تحادث مخصصة للهواتف النقالة عبر إتصال دائم بشبكة المعلومات وطرت لدي فكرة من خلال حواركم لماذا لا نستخدم تلك البرامج كطلاب في نقاشات علمية هادفة تثري تحصيلنا العلمي وهنا أطرح المشكلة كيف يمكن أن تساعدني يا أستاذ في إقناع زملائي بفكرة إستخدام هواتفنا النقالة في زيادة تحصيلنا العلمي .

أجاب المعلم : بالفعل هذه مشكلة شائكة كون الطلاب يستخدمون هواتفهم النقالة في ما لا ينفع ومن هنا سوف أفكر معكم كيف يمكن إبتكار أساليب تساعد الطلاب في إستغلال هواتفهم النقاله في زيادة تحصيلهم العلمي .

بصوت خافت تكلم أحد الطلاب بعد مداخلة المعلم قائلا : يا أستاذ لدي الكثير من المواقع المفيدة والتي ترفد المادة التعليمية التي ندرسها لكني أجد دائما صعوبة في نشر تلك المواقع بين زملائي أو للمعلمين لتقيمها فهل أجد لديكم يا أستاذ طريقة سهلة لنشر تلك المواقع لكم ولزملائي الطلاب لتعم الفائدة على الجميع

أجابه المعلم : توجد طرق متعددة بني سوف أطلعك عليها لاحقا .. بعدها تنهد المعلم بعمق وقال أعدكم يا أبنائي أن أبحث عن حلول لتلك المشكلات فأنا أعلم يقينا أن هذا الوقت يحتاج بشكل كبير إلى تكاثف الجهود في سبيل الإرتقاء بالتعليم من خلال إستخدام التقنية فالعالم يعتمد عليها وهي لغة الجيل ومتطلب القرن الحادي والعشرين ولا مفك منها سوى أن نستغلها في المفيد ولا يمكننا إستغالاها في المفيد إلى إذا تعلمنا أسرارها نحن المعلمين وأنتم الطلاب وكان الآباء والأمهات على إطلاع بفوائدها ومضارها وكيفية إستخدامها لأن فاقد الشيء لا يعطيه .

من خلال نص الحوار نرجو منكم المناقشة من خلال خبراتكم

الأسئلة التالية :

س1 / هل هناك من فجوة بين التقنيات المتوفرة ويستخدمها الطالب خارج المدرسة وبين التقنيات التي تتوفر للمعلم والطالب داخل المدرسة ؟   

س2/ هناك مجموعة من الأسئلة طرحت في قصة الحوار كيف يمكن أن نطرح حلولا لتلك الأسئلة من باب الخبرة الشخصية 


نتابع مقطع الفيلم لمعرفة خصائص طلاب القرن الحادي والعشرين